الجمعة، 2 أبريل 2010

الشيخ محمد شاكر يكفر امام مسجد مصري

راد أحد خطباء مصر أن يمدح واحداً من أمراء مصر , لما أكرم طه حسين ( الأعمى ) , فقال الخطيب : " جاءه الأعمى , فما عبس في وجهه وما تولى " ! فما كان من الشيخ محمد شاكر - والد العلامة أحمد شاكر- إلا أن قام بعد الصلاة , يعلن للناس أن صلاتهم باطلة , وعليهم إعادتها , لأن الخطيب كفر بما شتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

يقول العلامة أحمد شاكر : " ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا , قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى , فأقسم بالله لقد رأيته بعينيّ رأسي بعد بضع سنين , وبعد أن كان عالياً منتفخاً , مستعزاً بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء , رأيته مهيناً ذليلاً , خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة , يتلقى نعال المصلين يحفظها , في ذلة وصغار , حتى لقد خجلتُ أن يراني , وأنا أعرفه وهو يعرفني , لا شفقة عليه , فما كان موضعاً للشفقة , ولا شماتة فيه , فالرجل النبيل يسمو على الشماتة , ولكن لما رأيت من عبرة وعظة . " ( كلمة الحق صــ 176 , 177) .
لما كتب عبد الله السعد - أحد الوزراء في أول حكومة الملك فيصل - مقالاً -سنة 1385هـ - وصف فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام بالبداوة , فتصدّى له العلامة حمود التويجري بردّ وجيز , وقدّم له سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ .

فكان مما قاله العلامة حمود - رحمه الله - :

" أما يخشى عبد الله السعد أن يكون مرتداً عن الإسلام من أجل استخفافه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وإزرائه به , وبالمهاجرين والأنصار وهو لا يشعر .

فقد ذكر ابن حجر الهيتمي في كتاب الزواجر أن من استخف بالرسول - صلى الله عليه وسلم - أو استهزأ به , بشئ من أفعاله , أو ألحق به نقصاً في نفسه , أو نسبه أو دينه , أو فعله , أو عرّض بذلك أو شبهه على طريق الإزراء أو التصغير لشأنه , أو الغض منه أنه يكفر إجماعاً . انتهى كلام ال

ولا يخفى ما في كلام عبد الله السعد من الاستخفاف بالرسول - صلى الله عليه وسلم - , والغض منه والتصغير لشأنه .

وإنّا نتحدى عبد الله السعد أن يقول في الملك عبد العزيز , أو ابنه فيصل أنه بدوي وأن الأسرة المالكة بدوٌّ , وينشر ذلك في الجريدة حتى يرى ماذا يكون جوابه .

فيجب على ولي الأمر أيّده الله أن يذبّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - , وينتصر له أعظم مما ينتصر لنفسه ووالديه والناس أجمعين .

ولا يجوز العفو في مثل هذا , لأنه حق للغير , بل حقٌّ لأفضل الخلق , و إنما يجوز للمرء العفو في حق نفسه . " ( الانتصار على من أزرى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين والأنصار صــ10 , 11 = باختصار )
رحم الله أبا العباس ابن تيمية إذ يقول : " فإن الكلمة الواحدة من سبّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تحتمل بإسلام ألوف من الكفار , وَلأَن يظهر دين الله ظهوراً يمنع أحداً أن ينطق فيه يطعن أحبُّ إلى الله ورسوله من أن يدخل فيه أقوام وهو منتهك مستهان " ( الصارم المسلول على شاتم الرسول 3/939 ) .

وما أروع ما حرره السبكي - رحمه الله - في مطلع كتابه " السيف المسلول على من سبّ الرسول " , فقال عن سبب تصنيفه : " وكان الداعي إليه أن فتيا رفعت إلىّ في نصراني سبّ ( النبي - صلى الله عليه وسلم - ) ولم يُسلِم , فكتبتُ عليها , يقتل النصراني المذكور , كما قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - كعبَ بن الأشرف , ويطّهر الجناب الرفيع من ولوغ الكلب .

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جوانبه الدم

- إلى أنه قال - وليس لي قدرة أن أنتقم بيديّ من هذا الساب الملعون , والله يعلم أن قلبي كاره منكر , ولكن لا يكفي الإنكار بالقلب ها هنا , فأجاهد بما أقدر عليه من اللسان والقلم , وأسأل الله عدم المؤاخذة بما تقصر يدي عنه , وأن ينجّيني كما أنجى الذين ينهون عن السوء , إنه عفو غفور " ( السيف المسلول صـ 13, 14 ) .

وها هو ابن عابدين الحنفي يقول - عن شقي استطال على خاتم المرسلين - - صلى الله عليه وسلم - : " وإن كان لا يشفي صدري منه إلا إحراقه وقتله بالحسام " ( رسائل ابن عابدين 1/293 ) .

أجمع العلماء على كفر شاتم الرسول - صلى الله عليه وسلم , وقد حكى الإجماع كثير من أهل العلم , ونقتصر على مثال واحد , فقد قال القاضي عياض : " اعلم - وفقنا الله وإياك - أن جميع من سبّ النبي - صلى ا لله عليه وسلم - , أو عابه , أو ألحق به نقصاً في نفسه , أو نسبه , أو دينه , أو خصلة من خصاله , أو عرّض به , أو شبّهه بشئ على طريق السبّ له , أو الإزراء عليه , أو التصغير لشأنه , أو الغضّ منه , والعيب له , فهو سابّ له , والحكم فيه حكم السابّ ...

وهذا كله إجماع من الصحابة و أئمة الفتوى من لدن الصحابة - رضوان الله عليهم - إلى هلم جرا .

- إلى أن قال - ولا نعلم خلافاً في استباحة دمه , وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره " ( الشفا 2/932, 933 = باختصار ) .

ليست هناك تعليقات: