الثلاثاء، 13 أبريل 2010

الشيخ سفر الحوالي يحرم خروج النساء الي الاسواق بحجة الاختلاط

حكم اختلاط المرأة وتبرجها في الأسواق
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الأسئلة

السؤال: ما حكم اختلاط المرأة وتبرجها في الأسواق؟

الجواب: مسألة الكشف والاختلاط والتبرج في الأسواق، ابتلينا بها كما ابتليت المناطق الأخرى بالممرضات، وبالمدرسات الأجنبيات كما يقال، ثم العادات القديمة التي عندنا من السابق، وهي الكشف على ابن العم وابن الخال والقريب والجماعة أحياناً، وإذا بها حزمة مركبة من الأخطاء نرتكبها يومياً.وأمر مهم جداً وهو أمر الفصل بين الذكور والإناث والحجاب والمحافظة على العرض والغيرة، وهذه من الأمور التي ذكرها الله تعالى في كتابه، وهذه من الأمور التي يفرق بها بين المجتمع المسلم الحقيقي وبين الادعاء، فإذا ذهبت إلى أي بلد في العالم ووجدت النساء يتحجبن، قلت: هذا بلد طيب، وتثني عليه، وإذا وجدتهن متبرجات تعرف أن هذا بلد سوء وفجور وفساد، وهذا من الأمور التي فطر عليها الناس، حتى الذي لا يصلي يحكم على الناس من خلال نظرته في حرصهم على الأعراض، ويحكم على المجتمعات من خلال أعراضها أيضاً.

والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: {الحمو الموت } وهذا لما سئل عن الحمو، والحمو هو قريب الزوج، والموت: هذه العبارة نحن نعرف معناها، فإذا قيل لك ما رأيك في فلان، قال: الموت، فهذه العبارة لا تحتاج إلى شرح، بمعنى أن الضرر الحاصل منه في الحقيقة أنه أكبر من جهة أن دخوله وخروجه غير مستنكر.

فالإنسان الغريب في القرية، من المستغرب أن يدخل في بيت فلان والرجل في العمل أو غيره، لكن أخوه أو قريبه يدخل بغطاء الشيطان: {ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما } فالتقاء الشرارة مع البارود أو البترول، هذا إذا حدث دون انتباه من الناس؛ فهو أخطر من حدوثه بمكان والدفاع المدني موجود، لكن هذه المشكلة الآن تقع في البيوت.

مثلاً: هذا بيتي وهذا بيته قريب، والزنا -والعياذ بالله- أنواع، ودرجات في التحريم، ومن أعظم أنواع الزنا كما بين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عبد الله بن مسعود -: {أن تزاني حليلة جارك } فالزنا بزوجة الجار أكبر من غيره -والعياذ بالله- وكله كبيرة وشر وفاحشة.

وهذا لأن هذا الجار قرب الدار، وليس غريباً أن هذا يذهب عند هذا، أو أن هذه تذهب عند الجيران، وهكذا كلما كان الاقتراب من الشر أكثر،كلما كانت الحدود الشرعية أقوى، مثل سد المياه، كلما كان عند التيار كان السد منيعاً وأقوى، وهكذا حكمة الله، وهي أعظم حكمة، وهو أحكم الحاكمين.

ولذلك جعل الحمو الموت، حيث إن المرأة تكشف على أهل الزوج أو أقاربه ممن ليسوا من محارمها أو تختلط بهم، أو تضحك معهم، وتحصل زيارات وعلاقات، ثم تكون -والعياذ بالله- الفاحشة.

وعندما نقول تكون الفاحشة، لا يُفهم أن الدين أو الشرع ما حرمها إلا من أجل أن الزنا سيقع،ويقول -إن شاء الله- أهلي ما يفعلون، وهذا الظن بجميع المسلمين، لكن الزنا درجات: {العين تزني وزناها النظر، واليد تزني، والفم يزني، والقلب يزني، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه } فالنظر من أنواع الزنا، وسماه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زنا، ولهذا حتى لو كانت ليست جارة أو قريبة ولا أي شيء، لو نظر إليها الإنسان في مجلة من هذه المجلات السخيفة، التي كل واحدة لها اسم كبير مثل مجلة النهضة ، ومجلة اليقظة ، ومجلة التضامن ، وفيها صور، فهذا زنا، والنظر إلى صورة المرأة زنا، والذي سماه زنا هو الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا بد أن يؤدي إلى شيء، وأقل ما يؤدي إليه هو اشغال القلب، وتحريكه بالشهوات -نسأل الله العفو والعافية- وإن لم يفعلها فقد شغل قلبه بها.

وهذه قضية مهمة جداً، فالعمر -والله- محدود، وكل شخص يجب أن يعلم أن العمر محدود، والساعات محدودة، وليس عند الإنسان طاقة أعظم من طاقة هذا القلب والفكر، فإذا أشغلت هذه الطاقة الفكرية في ذكر الله، والتفكر في الآخرة، والتفكر في ملكوت السماوات والأرض، وفيما ينفعك في دنياك، فقد أشغلتها بالخير، وإلا فستصبح الشهوات والمحرمات تدور في ذهنك، وتفكر فيها، وتهوى هذه، وتتمنى هذه، وتعشق هذه، وتريد أن تتعرف على هذه، وضاع العمر في معصية، فشغل القلب بغير ذكر الله سبحانه، صرف لأعظم طاقة، وأفضل مجهود، وأهم قضية في حياتك وعمرك، فيما يريده أعداء الله من الإنس والجن.

حيث أنهم يريدون أن يشغلوا أوقات الشباب ويضيعوها بهذا الشيء، فتدور حول الشهوات، والمتاع الفارغ، واللذات المحرمة فتخسر جهدك العقلي والقلبي، وهي أعظم خسارة، وكثير من الناس إذا ضاعت مائة ريال يتأسف ويندم، لكن إذا ضيع يوماً، فلا يأسف عليه وهذا خطأ، فإذا ضيعت يوماً أو ساعة لم تذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فيها، كانت حسرة يوم القيامة، فما بالك إذا كان الذهن مشغولاً بهذه الصور، والنظر إليها، وإذا كان الفكر يدور حولها،والهم فيها، فهذا إضاعة للعمر، ومدخل للشيطان أن يدعو الإنسان إلى أي فاحشة.

وهذا يورث ظلمة في القلب، وانقطاعاً عن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ويورث أن الإنسان إذا جاء إلى المسجد يأتي وهذه الشهوة مسيطرة عليه، تشوش عليه باله، وإن لم يأت إلى الصلاة فهذا أدهى وأمر -نسأل الله العفو والعافية- فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، ففتنة النساء هي أعظم فتنة كما ذكر ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ليست هناك تعليقات: